تأليف: أجاثا كريستي
الصفحات: ٤٣٥
الناشر: مكتبة جرير ١٩٥٠ - ٢٠١٠
نبذة:
إعلان عن جريمة (بالإنجليزية: A murder is announced) (المنشورة في يونيو 1950) رواية تحقيق للكاتبة أغاثا كريستي، وهي راوية بوليسية كلاسيكية، ومن الممكن أن تترجم عنوان الرواية حرفيا إلى جريمة معلنة، لكن آثر المترجمون العرب بتحوير العنوان الأصلي إلى إعلان عن جريمة لتبدو أقرب للإنكليزية من حيث المعنى والغرض، وكذلك أقرب إثارة للقاريء.
اسمع أيضا:
وفي هذه الرواية تقوم الآنسة ماربل بالتحقيق فيها، بعد أن قامت بتحقيق أربعة جرائم سابقة.
ملخص الرواية:
الحبكة
القصة تبدأ أحداثها، بعد أن لاحظ الجيران في جريدتهم الصباحية عن وجود إعلان عن جريمة بجانب الإعلانات التجارية الأخرى، وقد كُتِبَ الإعلان على النحو التالي: "إعلان عن جريمة في لتل بادوكس في يوم الجمعة من 29 أكتوبر، في الساعة السادسة والنصف مساء برجاء يا أصدقائي الدعوة للمقربين فقط"، فيثير ذلك فضولهم ليقرروا بعدها زيارة مس بلاكلوك في بيتها، متظاهرين بأنهم لم يقرؤوا الإعلان الذي تحدث عن الجريمة وأن زياراتهم تلك مجرد زيارة عابرة.
الغريب في الأمر أن مس بلاكلوك وجميع من يسكن معها ليس له علم عن هذا الإعلان الذي بدا وكأنه مزحة ثقيلة، حيث ينكر كل من في البيت أنه له شأن من هذا الإعلان، أما الطاهية ميتزي فتصر على رأيها الإعلان هذا ماهو إلا مؤامرة ضدها قام بها النازيون لاغتيالها.. فيبدأ مجيء الجيران واحداً تلو الآخر لزيارة مس ليتي بلاكلوك، بدءاً من الكولونيل هارتشي وزوجته، ثم مسز سويتنام وإبنها أدموند، مروراً بالعانستين الحبيبتين مس هنشليف ومارجاترويد، وأخيراً زوجة القسيس مسز هارمون الذي رفض زوجها القسيس المجيء لمنزل مس بلاكلوك لانشغاله في بعض الأمور.
ثم تنطفيء الأنوار فجأة في الوقت الموعود، ويحدث هرج ومرج بين الحاضرين، حتى يدخل من الباب شخص مجهول ممسكاً بيده البطارية أو الكشافة التي تنير في الظلام، ولم يتمكن أحداً من الحضور الرؤية على الإطلاق بسبب الإضاءة القوية الموجهة للوجوه مباشرة في هذا الظلام الحالك، فصاح الشخص المجهول بصوت أجش، قائلا بلهجة أبطال الأفلام البوليسية: "إرفعوا أيديكم إلى الأعلى"، ثم يسمع الحضور ثلاثة اصوات لطلقات نارية، وتنتهي بعد ذلك بهدوء تام، وبلمسة سحرية تفتح إضاءات المنزل وحدها، ليجد الجميع أن الشخص الغريب الذي صاح بصوته ملقياً على الأرض وقد فارق الحياة، ومن الجانب الآخر مس بلاكلوك تقف بعيداً وخائفة بعد أن كان أذنها اليمنى ينزف دماءاُ غزيراً..
فجاء المفتش كرادوك ليكشف عن هذا الجريمة التي تعد إلى حد كبير غريبة من نوعها، ففي أول الأمر، اعتقد أن رودي كيرز (الشخص الذي فتح الباب، والذي أصبح مقتولاً) كان بنيته أن يقتل مس بلاكلوك التي كان يزورها دوماً لإعطاءه مبلغ من المال، وكان هي من جانبها ترفض المساعدة، وفي ليلة الحادث حاول رودي قتل مس بلاكلوك ولكن بعد أن فشل بذلك، قام بقتل نفسه منتحراً. لكن بعد التحقيق المطول، انتبه المفتش كرادوك أن رودي نفسه لم يكن هو حامل المسدس، وربما لم يكن في نية رودي قتل أحد، وأن هناك شخص آخر -إما أن يكون أحد الجيران، أو من الذين يعيشون في المنزل نفسه- قد حاول فعلاً قتل مس بلاكلوك..
ثم تأتي مس ماربل السيدة الكهلة التي تهوى الأبحاث الجنائية وكشفها، بعد أن طلب منها الشرطة الحضور للكشف عن أسرار الجريمة، فتسكن مس ماربل أخيراً في منزل القسيس، وتبدأ بسحب خيوط الجريمة رويداً رويداً.
يسأل المفتش كرادوك مس ليتيتيا بلاكلوك عن احتمالات التي من الممكن أن تكون السبب وراء هذه الجريمة، فتقول مس بلاكلوك: أنها بعد فترة وجيزة جداً، ستصبح ثرية جداً وذات ملايين. فيسألها المفتش عن المقصود من كلامها، فتبدأ مس بلاكلوك بشرح قصة حياتها، حيث أن أسرتها الإنكليزية تعيش في سويسرا البلد الأمن آنذاك، أما هي فعاشت في انكلترا في جو الحروب والمشاحنات السياسية، وكانت هي -أي مس ليتيتيا بلاكلوك- تعمل سكرتيرة خاصة للمليونير المشهور جويدلر، وقد ساعدته مراراً في حل أزماته ومشاكله المتعلقة بالأمور الإدارية، ولولاها، لما حافظ جويدلر على تلك الممتلكات الضخمة. فأضطرت ليتي مس بلاكلوك ترك انكلترا لتعيش في سويسرا مع اختها المريضة والمشوهة شارلوت بلاكلوك، وكانت شارلوت دوماً مريضة حتى ماتت أخيراً. فعادت ليتيتيا من حيث جاءت، إلى انكلترا، ثم يموت أيضاً مديرها جويدلر، تاركاً وراءه الثروات الهائلة، وقد حرم جويدلر أخته سونيا من أن ترث شيئاً من ملايينه لمشاكل أسرية بينهما، وهذه سونيا لديها توأمين بيب وإيما -ذكر وأنثى-. أما ثروة جويدلر فقد وجهت كلها لزوجته وقد اشترط ان تنتقل الثروة بعد أن تموت زوجته إلى مس بلاكلوك، سكرتيرته، امتناناً لها على معروفها القديم..
وكان الكثير من سكان إنكلترا بعد الحرب العالمية الثانية قد قاموا بتغيير أسماءهم الأصلية بأسماء أخرى مزيفة، وقد كان من المحتمل جداً أن يكون أحد الجيران هو إما سونيا أو بيب أو إيما، المحرومين من الورث. وقد قاموا بتغيير أسماءهم الأصلية وجاءوا -أو جاء أحدهم- في ليلة الحادث لمس بلاكلوك وأراد قتلها قبل أن تموت أرملة جويدلر، لتتحول الملايين قسرياً وشرعياً لأبناء سونيا. بل أن هناك احتمالات أكبر أن المجرم ربما يكون هو أحد أفراد البيت نفسه، وخاصة بعد أن تخبرهم مس بلاكلوك المحققون أنها شخصياً لا تعرف أي من سكان المنزل معرفة شخصية سوى صديقتها -صديقة الطفولة والصبا- مس دورا بانر
وتتوالى الأحداث حتى يأتي يوم يكون فيه عيد ميلاد دورا بانر، ويأتي الزوار جميعهم مرة أخرى، ويذوق الجميع كعكة ميتزي الشهيرة التي يلقبها باتريك بكعكة الموت الشهي، لكن الأمر المحزن هو أن دورا تموت في اليوم التالي من الحفل بعد أن تناولت حبات الأسبرين المسمومة التي كانت موضوعة بجانب سرير مس بلاكلوك. وهذه إشارة أن القاتل الخفي قد حاول ثانية قتل مس بلاكلوك بتكمين السم داخل حبات الأسبرين التي تملكها هي -أي مس بلاكلوك-.
بعد عدة أيام من موت دورا، تتناقش المحبوبتين مس هنشليف ومس مارجاترويد وهما في منزلهما حول الضحيتان اللذان ماتا، بدءاً من السويسري رودي كيرز، وأخيراً الضحية الجديدة دورا بانر، وكان حديثهما بصوت عالٍ جداً بحيث أنها قد تصل للخارج، وتنصح مس هنشليف محبوبتها أن تتذكر أين كانت واقفة ليلة الحادث الأول، فأجابت أنها كانت تقف خلف الباب مباشرة، الباب الذي فتحه السويسري صائحاً بالجميع أن يرفعوا أياديهم، وقد رأت بعينها -أي مس مارجاترويد- الوجوه حين قام السويسري بتوجيه الإضاءة نحوهم، وبذلك يكون من المحتمل جداً أن تكشف مس مارجاترويد من هو الشخص الذي لم يكن في الغرفة وقت حلول الظلام فيها، وخاصة أن الدلائل البوليسية تشير أن القاتل كان هو أحد الأشخاص الموجودين بالمنزل وبطريقة خفية تسلل هذا القاتل خلف رودي كيرز وقام بقتله، بدأت مس مارجاترويد تستذكر الوجوه واحداً وراء الآخر، لم يقاطعها سوى رنين الهاتف الذي يقول لمس هنشليف أن كلبتها موجودة في المحطة وعليها أن تأتي الآن لتأخذها.. وبينما مس هانشلف خارجة، تمتمت مس مارجاترويد بصوت مسموت: إنها لم تكن موجودة، فخرجت مس هانشلف لتحضر كلبتها، حتى جاء المجرم -أو بالأحرى المجرمة- وقامت بخنق مس مارجاترويد التي اكتشفت من هو الذي كان الشخض الغائب وقت ليلة الحادث، حتى ماتت شنقاً.
بدأ التحقيق مجدداً ضمن الأشخاص جميعهم، سواءً سكان المنزل أم لا، إنما اقتصر نطاق البحث هذه المرأة حول النسوة بسبب تلك الجملة التي قالتها مارجاترويد قبيل وفاتها.. وفي التحقيق، تعترف جوليا سمسون أنها هي التوأم إيما، أما باتريك فهو باتريك حقيقي، وله صلة قرابة حقيقية أيضاً من المس ليتي بلاكلوك، وكان السبب في تزييف شخصيتها أنها كانت بودها لو أن تتعاطف معها مس بلاكلوك حين ترث ملايين خالها، وهي الملايين التي حرمت منها أمها، وحين سألتها مس بلاكلوك عن أخيها التوأم بيب، أجابت بأنها لا تعرفه على الإطلاق وخاصة أنهما افترقا منذ الثالثة من عمرها..
وأثناء التحقيق التفت المحقق كرادوك إلى إدموند سوتنام، موجهاً تهمة إليه بأنه من المحتمل أن يكون هو التوأم بيب، بعد أن اعترفت جوليا أنها هي التوأم إيما، وفي هذه الأثناء تتقدم فليبيا، البستانية والمقيمة لدى مس بلاكلوك، وتعترف بأنها هي التوأم بيب، وأن الجميع كان يعتقد أن بيب هو أخ وليس أخت، بسبب ذكورية الاسم، وقد تعمدت إخفاء شخصيتها حتى ترث مس بلاكلوك الملايين، ثم تثير عواطفها لتساعدها في نفقة تعليم إبنها. بعد ذلك تأتي الطاهية ميتزي متقدمة نحو المفتش لتخبره أمام الجميع بأنها تعرف سراً قد خبأته منذ ليلة الحادث الأولى وأن القاتلة التي قتلت رودي كيرز هي ليست إلا مس بلاكلوك نفسها، إنصدم الجميع حيال هذه التهمة اللامبرر لها..
النهاية:
تأتي مس ماربل، كاشفة أسرار الجريمة، لتثبت للجميع أن مس بلاكلوك هي فعلاً المجرمة الحقيقية، وأنها قتلت الضحايا الثلاثة، رودي كيرز، وصديقتها المفضلة دورا بانر، وأخيراً مارجاترويد. وقبل أن تبدأ بسرد الأدلة اشارت للجميع أن مس ليتي، هي ليست ليتيتيا بلاكلوك كما يتصورها الجميع، إنما هي شارلوت بلاكلوك، الأخت المريضة والمشوهة والتي يُعتقد أنها ماتت في سويسرا، أما ليتيتيا الحقيقية، ليتيتيا السكيرتيرة، ليتيتيا التي سترث الملايين، هي مس بلاكلوك الميتة.. ثم تسرد مس ماربل الأدلة على شكل التالي:
-كانت شارلوت مريضة بسبب الأورام التي تكاثرت حول رقبتها مما أدى إلى تشوه منظرها وعزلها عن الناس، فجاءت إليها أختها ليتيتا لتعالجها على حسابها، فشفيت شارلوت بعد مرضها تماماً، ولكن بعد ذلك بفترة ماتت ليتيتيا بسبب مرض مجهول، تقدمت شارلوت للسكن في إنكلترا باسم أختها المزيف ليتيتيا، وهذا كله لأجل ملايين أختها التي ستأتي قريباً بعد موت أرملة جويدلر. ولم يكن أحد سيشك فيها، وخاصة أن الأخت المريضة هي دوماً شارلوت وليست ليتيتيا.
-منذ بداية القصة حتى نهايتها تكون مس بلاكلوك -شارلوت- تضع عقد لؤلؤياً حول رقبتها، لتخفي آثار العملية، التي جرتها، حتى لا يكشف أمرها.
- قامت مس بلاكلوك بسرقة المسدس الخاص لكولونيل هارتشي، لتنفذ فيه عملية قتل رودي كيرز. مما حدا بالمفتشين ان يشكوا بالكولونيل نفسه.
- وافقت مس شارلوت بلاكلوك على إحضار الأخوين بارتيك وجوليا -والتي كان يعتقد أنها جوليا فعلاً- إلى بيتها للإقامة معها، لأن الأخوين لا يعرفناها، فالقرابة العائلية بينهما بعيدة، ثم أن الأخوين سينادونها بالعمة ليتي، وهذا سيؤكد شخصيتها المزيفة أمام الجيران إذا تطلب الأمر.
-رودي كيرز كان يعمل ممرضاً لدى شارلوت، وحينما غادر إلى انكلترا هربا من الحكومة السويسرية، بدأ يندفع بالحديث مع شارلوت حين رأها للوهلة الأولى.. فخشيت مس بلاكلوك من أن يفتضح أمرها من قبل هذا الشخص، لذا اضطرت بعد ذلك بأن توقعه في كمين يؤدي إلى موته بأن تخبره بأنه سيكون في بيتها دعابة جديدة من نوعها، وهي الإعلان عن جريمة، وأقنعت رودي كيرز أنها مجرد حفلة للتسلية والمرح لا أكثر ولا أقل. لكن ما كان يدور في خلد شارلوت هي التخلص من هذا السويسري الذي سيضيع فرصتها الثمينة إذا كشفها يوماً عن حقيقتها.
-دورا بانر، كانت لديها صداقة عميقة جداً مع الأختين شارلوت وليتيتيا، ولكن بعد سنين طويلة، أصحبت غير قادرة على انفاق نفسها، فترجت صديقتها شارلوت أن تسكن معها في المنزل، فوافقت فوراً، ولكن بشرط أن تساعدها دورا على فهم الحقيقة، وهي أن تساعدها على إخفاء شخصيتها، فشارلوت اليوم أصبحت ليتيتيا، لقد ماتت ليتيتا وانتهى الأمر، لما عليها إذن أن تضيع تلك الثروة! فتفهمت دورا وأبدت موافقتها فوراً، ولكنها كانت دوماً ترتكب الأخطاء حين كانت تناديها باسم المدلل لأختها الميتة لوتي، بدلاً من ليتي. وصارت تكشف الأدلة على جهل من أمرها، التي حصلت في ليلة الحادث، والتي من شأنها قد تكشف جريمة مس بلاكلوك.. واضطرت بعدها -أي شارلوت- أن تتخلص منها، بعد أن وضعت السم في أقراص الإسبرين التي تملكها، وقد كانت تعلم جيداً بأن دورا ستصاب بالصداع إذا تذوقت كعكة الموت الشهي التي تعدها ميتزي الغنية بالدسم والسكر، وبذلك تكون قد تخلصت من دورا أولاً، وثانياً أنها جعلت المفتشين يتأكدون فعلاً أن هناك قاتل ينتظر موت مس بلاكلوك، ولكنها -أي شارلوت- آثرت على نفسها أن تموت صديقتها العزيزة، لذا جعلتها تموت وهي سعيدة في ليلة ميلادها، ودون أي ألم.
- وأخيراً كان مقتل مارجاترويد هو أمر لابد منه، بعد أن اكتشفت أن مس بلاكلوك نفسها، لم تكن في الغرفة وقت الحادث.
ثم وفي نهاية القصة، يتزوج الحبيبين فيليبا-بيب- وإدموند، والحبيبين الآخرين جوليا-إيما- وباتريك، بعد أن ورثا الملايين خالهما، بعد أن تتوفى أخيراً أرملة جويدلر في نهاية القصة..
تعليقات
إرسال تعليق