القائمة الرئيسية

الصفحات

كتاب: محاسن الإسلام نظرات منهجية (أحمد بن يوسف السيد)

كتاب محاسن الإسلام نظرات منهجية
تأليف: أحمد بن يوسف السيد
الناشر: مركز تكوين للدراسات والأبحاث
عدد الصفحات: 61

نبذة:
جميل وبسيط وموجز عن محاسن الإسلام ومناهج الكتابة في هذه المحاسن.
وعلى أن الإسلام بحر لا تُحصى شواطئ جمالياته في كل النواحي، فإن الكتاب ركز على خمسة محاسن مهمة
تناول الكتاب بالترتيب تلك الأصول:


1. النظرة الكلية للإنسان والكون والوجود.

وهو المفتاح لفهم محاسن الإسلام بإدراك نظرته الكلية للكون والوجود، وللدنيا والآخرة، للإنسان وما وراء وجوده على هذه الأرض.
والاعتراضات على الإسلام ينبع أغلبها من تجزئة النظر إلى الإنسان والوجود. ففهم التكامل المراعى في الإسلام يزيل أغلب الإشكالات.
والله تعالى حينما شرع الصلوات والحج والزكاة..إلخ. لم يشرعها بدون إدراك لما تحققه من مقاصد وحكم مرتبطة بعلاقة الإنسان بربه.
(وأقم الصلاة لذكري)

إن الإسلام وهو يتولى تنظيم الحياة الإنسانية جميعا لم يعالج نواحيها جزافا ولا بشكل متفرق، ذلك أن له تصورا كليا عن الألوهية والكون والحياة،والإنسان يرد كافة الفروع إليه. (تشريعاته، حدوده، عباداته ومعاملاته) فيجعل الصدارة فيها عن هذا التصور الشامل أي أن المشكلة لا تعالج على نحو منعزل عن غيرها.

فالجزئيات ترد إلى الكليات الراسخات باختصار.
وكما يقول سيد قطب:
وللإسلام تصوره الأصيل الكامل، يلتمس في أصوله الصحيحة، القرآن والحديث وفي سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته العملية، وهذه الأصول هي حسب أي باحث متعمق ليدرك تصور الإسلام الكلي الذي يصدر عنه كل تعاليمه وتشريعاته ومعاملاته

2. فهم حقيقة التعبد:
لا تفهم حقيقة التعبد لله إلا بإدراك عميق للنصوص من القرآن والسنة، ثم النظر في كلام علماء المسلمين الذين اعتنوا بإبراز تلك الحقيقة بعد تتبعهم لنصوص الوحيين ، ثم العمل على ضوء تلك الحقيقة دون الاكتفاء بالنظري.
فالتعبد في الإسلام لا يتوقف على الطقوس والتلاوات دون خضوع القلب وتذلله وحبه للمعبود، ولا يفهم أيضا على انه خوف ورهبة ورعب دون حب ورجاء، ولا يُفهم أنه حب وعشق دون هيبة وخوف من الله.

نقل بعدها تجربة فريد الأنصاري رحمه الله في كتاب جمالية الدين: وفهمه لحلاوة الإيمان الحقيقية بعيدا عن الكلام.
فكيف وجد للعبارات شيئا من نبض الحياة بقلبه؟
حدث ذلك حين وقف على المعنى اللغوي لكلمة الإله.
ثم نقل عن ابن القيم هذا الكلام الجميل:

فلو بطلت مسألة المحبة لبطلت جميع مقامات الإيمان والإحسان ولتعطلت منازل السير إلى الله، فإنها روح كل مقام ومنزلة وعمل، فإذا خلا منها فهو ميت لا روح فيه، .ونسبها إلى الأعمال كنسبة الإخلاص إليها، بل هي حقيقة الإخلاص، بل هي نفس الإسلام؛ فإنه الاستسلام بالذل
والحب والطاعة لله، فمن لا محبة له لا إسلام له البتة، بل هي حقيقة شهادة (ألا إله إلا الله)، فإن الإله هو الذي ألّهه العباد حباً وذلاً، وخوفاً ورجاء، وتعظيماً وطاعة له، بمعنى (مألوه)، وهو الذي تألهه القلوب، أي تحبه وتذل
إليه...».

3. محاسنه في براهينه
يقول:
فاسلك ما شئت من سبل البحث عن براهين صحة سائر الأديان وانظر إلى أصولها ومدى استقامة الدليل على إثباتها ثم اعمل مثل ذلك في الإسلام فلن تجد أي عناء في الحكم بترجيح الإسلام.

ومثال على ذلك: إثبات صحة الكتب السماوية:
ففي الإسلام نجد البراهين التي يثبت بها علماء المسلمين صحة نسبة القرآن من جهة البلاغ إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وصحة نسبته إلى الله تعالى فتجد أنها تفوق الحصر فنجد في النوع الواحد من الأدلة المثبتة لصحة القرآن مؤلفات كثيرة وبراهين قاطعة مثل ما كُتب عن الإعجاز القرآني.
وهو باب واحد في الإثبات فبالإضافة إلى إعجاز القرآن وتفوقه في تلك الناحية نجده يتفوق في نواحي حفظه وجمعه وتواتره وقرائه ونقلته وقارن ذلك بأشهر كتاب مقدس يجاورك.

4. وضوح عقيدة الإسلام في الخالق
لا يوجد تراث لأمة من الأمم المتدينة فيه تعظيم للإله وتنزيه عن كل النقائص كما في القرآن وما صح من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم
فتميز الإسلام من جهة وضوح العقيدة في الإله من جهة الكمالات المتعلقة به. فلا يجد العقل تكلفا في قبول الاعتقاد الإسلامي في الله سبحانه، بخلاف الخرافات والأساطير وبخلاف الآلهة الثلاثة الواحد الواحد الثلاثة.
فالقرآن من أوله إلى آخره تعظيم وتنزيه وتمجيد لله. وأعظم الآيات هي تلك المتعلقة بالإله (آية الكرسي)
وبالنظر لسائر التصورات الإلهية لسائر الأديان ستدرك الفارق.عندما تعرف أن الإسلام هو التوحيدي الوحيد بينهم.

ففي تراث اليهود مثلا يندم الله على بعض الأفعال ويصارع يعقوب ويعجز عن معرفة مكان آدم بعد أن أكل من الشجرة إلخ.
وفي العقيدة النصرانية تجد الغموض في فكرة الإله والتكلف والعناء الشديد لإدراك تصورهم بغض النظر عن تأليه المسيح.

إذا أردت أن تعرف صلاحية دين عند قوم، فانظر أولا إلى عقيدتهم في الله

وتصور الإله عند الإسلام لا مدخل للطعن فيه من أي وجه، وهو تصور واضح وبسيط وعميق بنفس الوقت. وهو كما قرر علي عزت بيجوفيتش، من أهم ما يميز الإسلام هو تصوره عن الخالق، وهذا التصور كالسماء، بسيطة وعميقة ومَعين لا ينضب ، فلو لم يكن الأصل غير واضح؟ فإن تفاصيل المعتقد الأخرى ستشكل إشكالات أخرى (فالمعجزات فرع عن الإيمان بالله القدير الحكيم العليم مسبب الأسباب وخالق الكون وقوانينه)

5. وجود النموذج المطبق العملي
وجود النموذج العملي المطبق لشرع الله تعالى الملتزم بأوامره لمن المسهلات لتطبيق الإسلام وهذا النموذج هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

ولعل من الحكمة الإلهية في اختيار النبي من البشر تسهيل عملية الاقتداء والتطبيق: فلو لم يكن من البشر لقيل أن تعاليم الله هي لكائن بخصائص مختلفة عن البشر.
فالنبي صلى الله عليه وسلم ابتلى بأنواع الابتلاءات الشديدة ليدرك الناس أن هذا الرجل العظيم وان اصطفاه الله إن هو إلا بشر يتعرض لما يتعرض له سائر البشر من تعب ومرض ومصائب . وإن كان خير الخلق وأتقاهم.

ولأجل ذلك فإننا لا نجد شخصية في التاريخ قد اعتنى بأقوالها وأفعالها وسجلت سيرتها كمثل ما حدث في حق النبي الكريم، فاستحدث المسلمون لأجل حف سيرته وهديه قانونا علميا لا مثيل له في حفظ الأخبار والمرويات وهو علم الحديث الذي استحدث من أجل المحافظة على سيرته.

6. مقارنة الإسلام بالجاهلية
قارن بين الوضعين وكيف كان تغيير الإسلام محوري وتاريخي. واستثنائي وفريد

تحدث عن أن النهضة الأوروبية هي جزئية مادية في مجال تقدم محسوس.
أما ما نحن فيه من تأخر فليس بسبب الإسلام وإنما سببه البعد عن تعاليمه، فليس في الإسلام ما يعارض النهضة بالعلم الطبيعي، ولا الرقي بالإنسان في العمارة والمادة، ولكننا نستمد من الإسلام معاييره الأخلاقية الحاكمة للحضارة المادية ونستمد منه الجانب الروحي والغائي، وننهض به بالتكامل الذي يحتاجه الإنسان

7. التجديد المتزن
تحدث هنا عن تحجيم الإسلام للحماس الزائد والرغبة الجارفة التي تتبع التغيير في اجتثاث كل شيء من جذوره بحلوه ومره كما يفعل مساكين التجديد المحسوبين على الإسلام.
وكيف قام الرسول صلى الله عليه وسلم بترسيخ مبدأ الاعتدال في كل شيء.
وبين أيدينا حديث لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقد روى البخاري ومسلم عن أنس بن مالك - رضي الله عنه – أنه قال: جاء ثلاث رهط إلى بيوت أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - يسألون عن عبادة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما أُخبِروا كأنهم تقالُّوها [أي: عدُّوها قليلة]، فقالوا: أين نحن من النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبدًا [أي: دائما دون انقطاع]، وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر [أي: أواصل الصيام يومًا بعد يوم]، وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدًا.
فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم – فقال: "أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني".

فالتشدد والتعمق والغلو في الدين بالانهماك في العبادات والطاعات مع حرمان البدن حقه من الراحة والاستجمام والتنعُّم بالطيبات التي امتنَّ الله تعالى بها على عباده، أمرٌ يرفضه الإسلام ولا يرتضيه؛ فإن الإسلام دين العدل والوسطية.

والمتأملُ في أحكام الإسلام وتشريعاته يجد أنها تغطي كافة جوانب الحياة ومتطلباتها بتوازن واعتدال، دون أن يطغى جانب على آخر، ولا يحيف حقٌ على حق.
والذي ينظر في نصوص الكتاب والسنة يجد التحذير الشديد والوعيد الأكيد لمن خالف وتشدد وتعمق وتنطَّع، ومن ذلك قول الله تعالى ذامًّا النصارى: {ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم} [الحديد: 27]، وقوله صلى الله عليه وسلم: "إياكم والغلو في الدين فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين" رواه أحمد، وقوله: "هلك المتنطعون" قالها ثلاثًا، يعنى : المتعمقين المجاوزين الحدودَ في أقوالهم أفعالهم، والحديث رواه مسلم
منقول من موقع إسلام ويب

أما عن المحسن الثامن: فكان عن الأبواب التي يلج منها المشككون، وهو الصورة المرسومة زورا عن بعض تفاصيل الإسلام وتطبيقاته، والممارسات الجهادية وداعش أنموذجا، وهذا المحسن أتركه لك.


تعليقات