كتاب: العيش في الزمان الصعب
(الرحلة إلى الذات #3)
المؤلف: أ. د. عبد الكريم بكّار
الناشر: دار القلم
عدد الصفحات:382
نبذة:
إن فهم العصر الذي نعيش فيه، هو الخطوة الأولى التي يجب أن نخطوها نحو التمكن من العيش فيه على نحوٍ مقبول وفعّال. ليس فهم زماننا وواقعنا بالأمر اليسير؛ فالواقع المعيش أشبه بالذئب فهو يطاوعك إلى أقصى حد، لكنه يتأبى على التشكيل والقولبة، فتكون مطاوعته الشديدة خادعة.
سبب الصعوبة البالغة في فهم الواقع العام، والعصر – على نحوٍ أعقد – أن الناس أينما كانوا لا يستطيعون فهم الواقع إلا عبر (إشكالية) أو بُنية معرفية فكرية مكونة من ثلاثة عناصر أساسية، هي: معتقداتهم وقيمهم، ومركبهم العقلي، والمعلومات المتعلقة بالشيء أو الحدث الذي يحاولون فهمه. عقائد الناس وقيمهم، بينها درجة ما من التفاوت والتباين؛ حتى إن أبناء الملة الواحدة حين ينظرون إلى عمل ما من زاوية عقدية، لا يرونه على درجة واحدة من الوضوح؛ كما أن سُلّم القيم والأولويات ليس ذا ترتيب واحد بينهم، ومركباتهم العقلية أو المبادئ الثقافية والمعرفية التي ينظرون من خلالها إلى الأشياء ليست هي الأخرى موحدة؛ فعلى حين ينظر بعيون التفاؤل وحُسن النية، ينظر آخرون بعيون الريبة والتشاؤم. وعلى حين يتمتع بعضهم برحابة الأفق والفهم العميق، يتناول بعضهم الآخر الأمور من زاوية ضيقة، ويستخدم أدوات معرفية مبسطة في الفهم..
المعلومات بالقضية موضع الاستبصار متفاوتة تفاوتاً كبيراً بين أهل بلد وأهل بلد آخر، وبين شخص وشخص آخر؛ فالفارق ضخم بين معلومات المباشرين لأمر، ومعلومات الذين درسوا حوله، ومعلومات الذين سمعوا به.
تعليقات
إرسال تعليق