المؤلف: علي الوردي
عدد الصفحات:359
نبذة:
عند دراسته للمجتمع العراقي أدرك الدكتور علي الوردي استحالة فهم المجتمع في وضعه الراهن ما لم تفهم الأحداث التي مرت به في عهودها الماضية، فكل حدث من تلك الأحداث لا بد أن يكون له شيء من التأثير قليلاً أو كثيراً في سلوك الناس حالياً وفي تفكيرهم.
لذا فقد عكف لهذا الغرض على استدراج تاريخي من ظلال دراسة اجتماعية معمّقة تناول من خلالها الواقع الاجتماعي في العراق على ضوء دراسة الأحداث التاريخية منذ بداية العهد العثماني وانتهاءً بالعصر الحالي. وقد جاء مؤلّفه ضمن ستة أجزاء. اقتصر كل من الجزء الأول والثاني على فترة طويلة نسبياً امتدت من بداية العهد العثماني حتى منتصف القرن التاسع عشر تقريباً.
وقد استهل دراسته بهذه الفترة لأن دراسة العهد العثماني تعتبر من أشدّ الدراسات علاقة بواقع المجتمع العراقي الراهن، حيث لا يزال العراقيون يعيشون في تراثه الاجتماعي ولا يزال الكثيرون منهم يفكرون على نمط ما كانوا يفكرون عليه في ذلك العهد.
وأما الجزء الثالث والرابع فقد استوعبا فترة أمدها ثمانية وثلاثون عاماً تبدأ من عام 1876 حين تسنم السلطان عبد الحميد عرش آل عثمان وتنتهي في عام 1914 حين أعلنت الحرب العالمية الأولى. وهي فترة مهمة جداً من الناحية الاجتماعية حيث تعرض العراق فيه لتيار الأفكار والمخترعات والنظم الأوروبية الحديثة مما أدى إلى حدوث تغير ملحوظ في حياة السكان المعنوية والمادية.
وقد بحث الدكتور الوردي في الجزء الخامس في الثورة العراقية التي حدثت عام 1920، وهي التي سميت بـ"ثورة العشرين" والمنهج الذي سار عليه في هذا الجزء هو ذكر الأحداث كما وقعت من غير تحيز لها، أو عليها، مع الأخذ بنظر الاعتبار طبيعة المجتمع الذي وقعت فيه تلك الأحداث. وأما الجزء السادس فقد شمل أربعة أعوام ما بين 1920 و1924 وهي فترة هامة في تاريخ العراق الحديث، لأنها الفترة التي تأسست فيها الحكومة العراقية، واستقرت قواعد الحكم فيها على نمط معين.
وجاء الملحق في الكتاب السابع تحت عنوان "قصة الأشراف وابن سعود" ولكنه في الواقع يصلح أن يكون ملحقاً لجميع أجزاء الكتاب -السابقة واللاحقة معاً. إنه بحث في أحداث وقعت في الحجاز ونجد وسوريا، وهي كلها ذات صلة وثيقة بالمجتمع العراقي وأحداثه ابتداءً من النزاع الصفوي العثماني حتى ثورة الرابع عشر من تموز. وقد يصح القول إن تلك الأحداث تلقي ضوءاً غير قليل على أحداث العراق وتساعد على فهمها، كما أنها قد تساعد القارئ على فهم بعض خفايا الطبيعة البشرية وعقدها ومشاكلها بوجه عام.
وبشكل عام ضم هذا الملحق تفاصيل مسهبة عن النزاع بين الحسين بن علي وعبد العزيز بن سعود، وهو نزاع يمكن اعتباره نموذجاً لما يجري بين البشر من تنازع على البقاء حيث يعتقد كل فريق منهم أن الحق معه وحده، وأن الباطل مع خصمه.
والفصل الخاص بأحداث سوريا هو أكبر الفصول في هذا الملحق، وفيه تم البحث في الفترة التي تولى فيها فيصل بن الحسين الحكم في سوريا، وهي فترة امتدت نحو سنتين، فيما بين تشرين الأول 1918 وتموز 1920، وكانت فترة صاخبة مليئة بالعبر، ومن الجدير بكل قارئ عربي أن يطلع على أحداثها ويعتبر بها.
وحاول الفصلين الأول والثاني من هذا الملحق دراسة جانب من تاريخ أشراف مكة.
تعليقات
إرسال تعليق